تحكي قصة نحات اغريقي يدعى بجماليون كان كارهاً للنساء يعيش منزوياً ووحيداً، ثم لما سئم الوحدة، فكر في أن يصنع تمثالاً لما يجب أن تكون عليه المرأة المثالية التي تحيا في مخيلته، فشرع في نحت تمثال بديع الجمال، وأمضى وقتاً طويلاً يضع أجمل التفاصيل بتأن مذهل، وعندما انتهى من صنع التمثال، بُهر بجماله الذي فاق حُسنَ أي امرأة بالوجود آنذاك واسماه "جلاتيا". ثم ما لبث ان اكتشف انه قد غارق في حب تلك المرأة- التمثال-جلاتيا، الذي صنعه بيديه العاريتين، وبدأ يحضر لتمثاله المعبود الهدايا من أثواب وحلي وزينة من تلك الأشياء التي تغري الفتيات، وأفرد للتمثال سريرا مريحا ومخدة من ريش وثير. كان يزور هذا التمثال يوميا ليطمئن عليه..يحدثه ويحدوه الأمل بأن تدب في جلاتيا التمثال الروح والحياة فيصير امرأة حقيقية، لما كان يبدو عليه من الكمال والفتنة والجمال. فأخذ يحرق البخور العطرة ويقدم القرابين ويصلي لفينوس (آلهة الحب والجمال وحامية العذارى في الميثولوجيا الأغريقية) لتحول فتاته العاجية جلاتيا إلى روح حية وجسد نابض ليتزوجها.
لكن سرعان ما تتخلى عنه جلاتيا بعد أن صارت امرأة حقيقة تضحك وتبكي وتتنفس، وهو الذي غرس روحه بتفنن وتأني مدهشين وهو يختلق ملامحها وتفاصيلها ويمنحها جمالها وأنوثتها، ويقضي الوقت بصلواته للآلهة كي تمنحها الحياة والروح..تلك المرأة جلاتيا سرعان ما تحولت إلى امرأة مفتونة بجمالها يملأها الغرور والأنانية فتتركه لتهرب مع شاب وسيم. فيعود بجماليون "الخالق" العاجز والمفجوع بعشيقته التي صنعها من أدق خلجات قلبه ورعشات أصابعه، يعود موجوعاً لتقديم القرابين لفينوس الآلهة كي تعيدها إلى حالها الأول كتمثال، يعود الى التضرع للآلهة كي تعيدها الى طبيعتها الأولى..تمثال من رخام لا حول له ولا قوة.... وعندما يتحقق له ذلك يقوم بتحطيم ذلك التمثال..أي بتحطيمها..لتعود كما كانت..وهماً منسيا،،